لعلّ أبرز ما تبقّى لنا من هذا الوطن الذي يعيشُ صراعًا داميًا وحربًا مُدمّرة، هو المواهب الشابّة والأصوات التي تُعيد إحياء تاريخ من المجد والأصالة والفنّ اللبنانيّ العريق. ولا يُمكن في هذا الإطار إلا أن نتوقّف عند الأصوات اللبنانية الشابة التي تُعيد الينا بارقة أمل بمستقبل الجيل الشاب.
ففي ظلّ الأصوات الكثيرة التي تختارُ أغاني السّيّدة فيروز لإحياء ذكرى الاستقلال، يلمع اسمان اثنان لا يُمكن إلّا أن نُثني على أدائهما المميّز والمُفعم بالاحساس وبصوتهما القويّ الذي يُخبّئ الأمل والحبّ والحنين الى تراث لبنان الأصيل.
لين حايك ولونا كرم.. فنانتانِ شابتانِ لمع اسماهُما كصوتَين يحملان إرثَ السيّدة فيروز، ويُعيدان تقديمَ أغنياتها بأسلوبٍ مُتجدّد يُبرز أصالة الفنّ اللبنانيّ ويمنحه أبعادًا جديدة.
فـ لين حايك، بصوتها العذب والقويّ، أبدعت في تقديم روائع فيروز، مثل “وطني” و”شايف البحر شو كبير”، وغيرها من الأغنيات، حيث حملت في أدائها مزيجًا من الحداثة والأصالة.
من جهتها، أظهرت الفنانة الشابّة لونا كرم في الفترة الأخيرة تميُّزًا بصوتها القويّ وإحساسها المرهف، مقدّمة الكلاسيكيّات الفيروزيّة، مثل “يا قلبي لا تتعب قلبك” و”بيلبقلك شك الالماس” وغيرها من الأغاني، برؤيةٍ فنيّة جديدة تجمع بين الإبداع واحترام هذا الإرث الفنيّ العريق.
وقد أحبّ الجمهور الصوتَين وتفاعل معهما وأثنى على طريقة تأديتهما الأغاني الفيروزيّة، ممّا يُثبت أنّ الفنّ اللبنانيّ ما زال في أيدٍ أمينة، وأنّ المستقبل الفني يبشر بالكثير من الأمل والتجديد.
يبقى أن نقول إنّ مما لا شكّ فيه ان لين ولونا هما وجهان لجيلٍ جديدٍ يكرّس جهوده للحفاظ على هويّة الأغنية اللبنانية، ويثبت أنّ إرث السيّدة فيروز سيبقى نابضًا بالحياة، يُلهم الأجيال ويُعيد الفنّ إلى مجده… فالفنّ اللبنانيّ لا يزال “بألف خير!”.